[ad_1]
المدينة المنورة (السعودية) – نظمت وزارة الثقافة السعودية سلسلة من الندوات التي تسلط الضوء على الممارسات التقليدية والمعاصرة لفن الخط العربي وأبعاده الثقافية والجمالية، بمشاركة نخبة من الخطاطين والفنانين والباحثين وخبراء عالميين في المجال، وذلك على هامش معرض “رحلة الكتابة والخط: دروب الروح” في نسخته الثانية، الذي انطلق في الخامس عشر من أكتوبر الجاري في مركز المدينة للفنون بالمدينة المنورة.
وناقشت الندوة الأولى “رحلة الفنون التقليدية في تنقلها بين النمط الكلاسيكي والمعاصر”، وأشار خلالها الخطاط أحمد رزق إلى ضرورة تكيف الخطاط مع عصره، مما يؤمن استدامة فنه، فيما أكدت الخطاطة بيان بربود أن توظيف التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي يسهم في إبراز المعنى العميق للحرف العربي وإعادة إظهار جوانبه الجمالية، أما المصمم إبراهيم باتشلدر فتحدث عن رحلته في المنطقة العربية وخارجها لاستكشاف الإرث الثقافي الإسلامي وتتبعه لاستخدامات الخط العربي، مشيرا إلى أن توظيف الخط العربي في ممارسات معاصرة يؤكد على استمرارية الفن ورحلته نحو المستقبل.
وتناولت الندوة الثانية “قلائد حول العنق” التي شاركت فيها الأكاديمية هدى أبي فارس والمصممة عزة فهمي، استخدام الخط العربي في تصميم الحلي والمجوهرات، وأكدت الندوة على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي والحرف الوطنية وقدرة الحرف العربي على التعبير عن الجمال والأصالة في تصميم الحُلي.
الندوات تناقش الممارسات التقليدية والمعاصرة لفن الخط العربي وأبعاده الثقافية والجمالية بمشاركة فنانين وباحثين
وحملت الندوة الثالثة عنوان “الخط العربي في الفن والتصميم المعاصر” وشاركت فيها أستاذة الفن الدكتورة ندى شبوط والفنان البصري تيمو ناصري، ومصممة الأثاث ندى دبس لمناقشة استمرارية فن الخط العربي واستدامته، وتطرقت إلى علاقة الخط في الحضارة الإسلامية
بالخطوط في الحضارات الأخرى، وكيفية تواصل الفنانين المعاصرين مع تراثهم العربي الإسلامي من خلال الحِرَف التقليدية والروائع الفنية، والأبعاد الهندسية للحرف العربي والنظريات العلمية للإبداع الإنساني، وقابلية فن الخط العربي للاستلهام من الحضارات مع القدرة على الحفاظ على أصالته وتفرده.
وجاءت الندوة الرابعة تحت عنوان “الخط العربي في العمارة: الإزميل بدلا من القصبة”، وأدارها مدير المتحف بمعهد العالم العربي في باريس إيريك دلبون حيث تحدث فيها رئيس قسم الأبحاث بالمعهد الوطني للتراث بتونس الدكتور لطفي عبدالجواد شارحا كيف يمكن للممارسة المعمارية المعاصرة أن تساعد في فهم تفاعل الخطاطين مع الحرفيين في الماضي وكيف تسمح المواد الحديثة بدمج الخط في مباني اليوم.
وتحدث مستشار جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد الدكتور هاني الهنيدي عن جماليات الخط العربي في الكتابة والعمارة والنقوش المختلفة، وفي كل ما يُزين حياتَنا اليومية ويعطيها معنى أعمق.
فيما قالت المهندسة المعمارية سمية دباغ “إن النمط الحديث لتصميم المساجد قد يركز على الجماليات البصرية ويتجاهل تجربة المصلي، فلا بد من العودة إلى الجذور والاستفادة من النماذج المعمارية في المسجد الأقصى والحرمين المكي والنبوي”، بينما استعرض الخطاط عبدالرحمن الشاهد مجموعة من التصاميم المعمارية القائمة على الحَرف، وحث المعماريين على الارتقاء بالممارسات العمرانية والاسترشاد بجماليات الخط، والضوء، والمساحة، والشعر.
وشكلت الندوات المصاحبة لمعرض “رحلة الكتابة والخط: دروب الروح” مساحة لاستشعار المنحى الجمالي والفلسفي والروحاني والإنساني لفن الخط العربي، من خلال مشاركة التجارب الشخصية والممارسات بين الخطاطين والفنانين المشاركين والمهتمين بالفن.
ويهدف معرض “رحلة الكتابة والخط: دروب الروح” الذي يشارك فيه أكثر من 53 فنانا يعرضون أعمالهم خلال فعالياته إلى إبراز أهمية الخط العربي بوصفه عنصرا جوهريا في الثقافة والهوية العربية، كما يسلط الضوء على البعد الروحي للخط العربي ويقدم رحلة متكاملة تستعرض الروحانية التي تغمُر الخطاطين والفنانين والمصممين المعاصرين لدى ممارستهم للفن، فيما تتوزع محتوياته على أربعة أقسام رئيسة تشمل النور، والحرف، والمساحة، والشعر، والتي تُمثل المفاهيم المُؤطرة للأعمال الفنية المعروضة.
وتأتي استضافة المدينة المنورة للمعرض لتضفي قيمة فريدة عليه، نظرا إلى الأهمية الروحية التي تتمتع بها، فيما يستمر المعرض في استقبال الزوار حتى الثالث والعشرين من ديسمبر المقبل ليُتيح الفرصة للانطلاق في رحلةٍ وجدانية غامرة من الاكتشاف والتأمُل في جماليات الخط العربي، وإدراك قيمته باعتباره كنزا ثقافيا ومظهرا من مظاهر تراث المملكة وثقافتها والتاريخ الإسلامي.
ويضم المعرض أعمالا فنية إسلامية ومخطوطات نادرة من مقتنيات وزارة الثقافة بالإضافة إلى المقتنيات الخاصة وعدد من الأعمال المُعارة من متحف معهد العالم العربي في باريس والمعهد الوطني للتراث في تونس، حيث يُشارك 34 خطاطا وخطاطة من 11 جنسية، و19 فنانا ومصمما معاصرا من 12 بلدا بأعمالٍ فريدة تُعرض لأول مرة.
ويُعد معرض “رحلة الكتابة والخط” إحدى الفعاليات الرئيسية التي تنفذها وزارة الثقافة للاحتفاء بالخط العربي، كونها إحدى مبادرات “عام الخط العربي (2020 – 2021)” التي تضمنت سلسلة فعاليات وأنشطة هدفت إلى الاحتفاء به والمحافظة عليه، وتعزيز حضوره في المجتمع، إلى جانب الجهود الوطنية التي أثمرت عن إدراج “الخط العربي” ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو في عام 2022 بقيادة المملكة وبالتعاون مع 15 دولة عربية.
[ad_2]
Source link